جريمة قتل يعقوب طوخي: الشرطي أطلق النار من مسافة قصيرة ولم يقدم أي مساعدة للضحية

قدم قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة الإسرائيلية ("ماحاش") إلى المحكمة المركزية في تل أبيب، اليوم الخميس، لائحة اتهام ضدّ قاتل الشاب يعقوب طوخي من مدينة يافا، يوم 12 نيسان/ أبريل 2024.

ونسبت لائحة الاتهام للشرطي "ارتكاب جريمة القتل العمد". وطلب قسم التحقيق مع أفراد الشرطة من المحكمة الأمر بتوقيف الشرطي حتى الانتهاء من الإجراءات القضائية ضده.

ويستدل من لائحة الاتهام أن "الحادث وقع عندما كان الشرطي، الذي لم يكن في الخدمة، يقود سيارته في شارع مزدحم. يعقوب طوخي، الذي عمل كمسعف متطوع في منظمة (إيحود هتسلا)، ركب على دراجة ناريّة ووصل بالقرب من سيارة الشرطي وطلب منه أن يكمل السير، والدة الشرطي، التي كانت تجلس بجانب الشرطي قالت له بأنه لا يستطيع المضي قدما بسبب الزحام المروري، واستمر يعقوب في مطالبة الشرطي بالتقدم قليلًا بمركبته، ونشأ تبادل كلام بين الإثنين، فخرج الشرطي من سيارته واقترب من يعقوب الذي نزل عن دراجته".

ووفقا للائحة الاتهام "في هذه الأثناء، ضرب يعقوب الشرطي على وجهه، وردًا على ذلك أسقطه الشرطي أرضًا، وانحنى عليه، وضربه. وبعد أن حاول أحد المارة الفصل بين الإثنين، ابتعد الشرطي قليلًا، ونهض يعقوب على ركبتيه وأخرج سكينًا من جيب بنطاله. وواصل الشرطي ضرب يعقوب، فيما قام يعقوب بطعن الشرطي في كف يده وفي ظهره، حتى دفعه الشرطي وأوقع السكين من يده. قام بعض المارة بفصل الإثنين عن بعضهما بمسافة أربعة أمتار. ورغم أن يعقوب كان بعيدًا عن الشرطي، دون أن يكون السكين في يده، ودون أن يشكل أي خطر عليه أو على من حوله، إلا أن الشرطي أخرج مسدسه، وشقّ طريقه بين المارة، ومن مسافة قصيرة، أطلق أربع طلقات متتالية على الجزء العلوي من جسد يعقوب، وبعدها مباشرة خمس طلقات متتالية، أصيب يعقوب وسقط على الأرض وبعد حوالي ثانيتين، أطلق الضابط رصاصة أخرى عليه".

وجاء في لائحة الاتهام أنه "بعد إطلاق النار، سار الشرطي في مكان قريب، ولم يقدّم أي مساعدة طبية ليعقوب. بعد ذلك، ذهب إلى رصيف قريب، ووضع قبعة الشرطة على رأسه ولبس قناعًا. وحتى بعد وصول قوات الأمن والإنقاذ إلى مكان الحادث، استمر الشرطي في حمل مسدسه وتوجيهه نحو المتواجدين في المكان الذين حاولوا الاقتراب منه".

يذكر أن المحكمة أصدرت أمر حظر نشر أية تفاصيل قد تؤدي إلى التعرف على هوية المتهم.

قريب ضحية الجريمة: "نطالب بحبس القاتل مدى الحياة"

وقال ابن عم الضحية يعقوب، جلال طوخي، في حديث لـ"عرب 48"، إنه "لا نشعر بالراحة أبدًا خاصةً أن يعقوب ليس بيننا، ولكن لأول مرة يكون قسم التحقيق مع أفراد الشرطة (ماحاش) إلى جانب عربي، مقابل شرطي إسرائيلي".

وأضاف أنه "نطالب بأن يكون الحكم على الشرطي الحبس مدى الحياة ولا يمكن أن نقبل بحكم أقل من هذا، لأن هذا الشرطي مجرم قتل يعقوب ويشكّل خطرا على الجميع".

وردا على تصريحات طاقم الدفاع عن الشرطي بأن "الشرطي يعاني من صدمات نفسية صعبة، لذلك نطالب بتحويله إلى الحبس المنزلي"، عقب طوخي بالقول إن "هذه التصريحات باطلة وهي محاولة لتبرئة هذا المجرم، إذ أننا نرفضها حملةً وتفصيلا ولن نقبل بها، ومن يدعون أنه يعاني من اضطرابات نفسية يعرفون بأنه كان يتجول بين المواطنين ويحمل السلاح، وهذا يشكّل خطرا على الآخرين".

وختم طوخي بالقول إن "هذا الذين يدعون بأنه يعاني من مشاكل نفسية كان برفقة زوجته وأمه على البحر يقضي وقتا ويستمتع. نحن نتحدث عن مجرم قاتل مرخص من الشرطة، وكونه مرخص هذا وحده يعطي قوة ليقتل عربيا، هذا مجرم خطف يعقوب من عائلته وأحبابه، ومكانه السجن مدى الحياة".

وعقب الناشط المجتمعي، معمر سكسك من يافا، لمراسل "عرب 48" إنه "بدايةً مهم جدًا أنه تم تقديم لائحة اتهام بحق القاتل وبتهمة القتل المتعمد، إذ أن هذه الخطوة هي الأولى ومهمة جدًا، وستكون العديد من الخطوات الأخرى، ومن الواجب علينا أن نعمل قانونيًا وجماهيريًا حتى تأخذ العدالة حقها، وسجن هذا القاتل مدى الحياة، لأنه ارتكب جرما كبيرا".

وأضاف أن "القاتل خطف يعقوب من عائلته والألم كبير ولا يوصف، إذ أنه من واجبنا أن نكون إلى جانب العائلة وهكذا يعمل كل أهالي يافا، ومن الضروري أن تأخذ العدالة مجارها دون وضع العراقيل لها، والتي بدأت بالقول إن المجرم يعاني من اضطرابات نفسية، هذا المجرم أزهق روح إنسان ومن الضروري حبسه مدى الحياة".