رئيس "أمان" السابق: وقف الحرب مقابل الإفراج عن جميع الرهائن دفعة واحدة

"إذا لم نقرر بشأن الصلاحيات السلطوية التي تحل مكان الجيش الإسرائيلي، فسنواجه خيبة أمل أخرى بعد انسحابنا، وحماس ستعود للسيطرة على المناطق نفسها بالضبط. واحتلال مطلق لرفح لا يضمن انتصارا مطلقا، وإنشاء توقعات مبالغ بها لا يفيد"

رئيس

قصف إسرائيلي على رفح وقرب الحدود المصرية، اليوم (أ.ب.)

اعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ("أمان") السابق والرئيس الحالي لـ"معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، تَمير هايمن، اليوم الثلاثاء، أن صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس يتم تنفيذها على مراحل ليست ناجعة، وأن على إسرائيل أن تقترح صفقة تكون مؤلفة من مرحلة واحدة، وتقضي بوقف الحرب على غزة بشكل كامل "مقابل جميع المخطوفين"، أي تبادل أسرى.

وأضاف في مقال نشره في الموقع الإلكتروني للقناة 12، أن هذا لا يعني إبقاء حماس كسلطة في قطاع غزة والموافقة على تعاظم قوتها.

وتابع أن "العملية العسكرية في رفح بدأت وحسب، وليس مجديا إطلاق تصريحات حول حجمها. فهذه عملية عسكرية آخذة بالتطور، ويحظر أن يكون هناك يقين لدة العدو. والجيش الإسرائيلي سيعمق المناورة البرية بحسب الحاجة من أجل تحقيق أهدافها".

ووفقا لهايمان، فإن لاجتياح رفح أربعة أهداف: "زيادة الضغط العسكري على حماس من أجل تحسين احتمالات صفقة مخطوفين بأفضل شروط؛ إغلاق الحدود بين مصر ورفح من أجل منع عمليات تهريب أسلحة لحماس في المستقبل؛ إسقاط سيطرة حماس على معبر رفح كتعبير لفقدان سيادة حماس على القطاع؛ وتفكيك كتائب لواء رفح الأربع، بكل ما يعني ذلك – القضاء على ناشطين وقياديين عسكريين، تحييد الأنفاق وما إلى ذلك".

وبحسبه، فإن حماس أعلنت أمس عن موافقتها على "مقترح مختلف جوهريا عن ذلك الذي وافقت عليه إسرائيل"، أي المقترح الإسرائيلي الذي قدمته مصر إلى قيادة حماس، قبل عشرة أيام.

وأضاف هايمان أنه في المقترح الذي وافقت عليه حماس أمس يوجد خلافات مركزية حول قضيتين: قضية وقف الحرب، وقضية هوية الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام المؤبدة الذين سيحررون من خلال صفقة تبادل أسرى.

وأشار إلى أنه فيما يتعلق بوقف الحرب، فإن اقتراح الوسطاء مقبول على إسرائيل لأنه ليس مذكورا فيه عبارة "وقف الحرب"، وإنما يقترح الوسطاء تعبيرا ضبابيا أكثر وهو "وقف العمليات" الذي يسمح بليونة حيال استئناف الحرب في المستقبل.

واعتبر هايمان أنه توجد "مصيدة" لإسرائيل في القضية الثانية، أي هوية الأسرى الذين ستطالب حماس بتحريرهم من السجون الإسرائيلية، "ولا تسمح لإسرائيل بقبول الصفقة لأنها ستتنازل عن حق الفيتو في إقرار الأسرى الفلسطينيين الذين سيُحررون، وهذه مسألة جوهرية".

وأضاف أنه "في نهاية الجزء الأول من الصفقة سيُحرر 150 أسير مؤبد بموجب طلب حماس، فيما ليس مسموحا لإسرائيل التدخل بذلك. وإذا حدث هذا، فإن إسرائيل ستحرر جميع الأسرى المؤبدين الذين ينتمون لحماس. وإذا حدث هذا، لن يبقى بأيدي إسرائيل أوراق مساومة للمرحلة الثانية. وعمليا، إسرائيل ستحرر جميع الذين يهمون حماس ولا تستعيد جميع المخطوفين".

وتابع أنه "من دون تفاهمات أو تنازل من جانب حماس، فإن استمرار الوضع الجامد الذي كنا نتواجد فيه سيئ لإسرائيل. والسيطرة (الإسرائيلية) على حدود القطاع ومعبر رفح هو إنجاز هام للغاية، ومواصلة تفكيك الكتائب (التابعة لحماس) إنجاز ثانوي، وذلك لأنه حتى بعد تفكيكها، والقضاء على حماس هناك، إذا لم نقرر بشأن الصلاحيات السلطوية التي تحل مكان الجيش الإسرائيلي هناك، فسنواجه خيبة أمل أخرى بعد انسحابنا، وحماس ستعود إلى السيطرة على المناطق نفسها بالضبط. واحتلال مطلق لرفح لا يضمن انتصارا مطلقا، وإنشاء توقعات مبالغ بها في هذا الموضوع لا يفيد".

التعليقات